0 تصويتات
بواسطة
عُدل بواسطة

الحياء خلق كريم حث عليه الإسلام

نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع نور المعرفة حيث يسرنا ان نقدم لكم اجابات العديد من اسئلة المناهج التعليمية ونقدم لكم حل السؤال، 

الحياء خلق كريم حث عليه الإسلام؟ 

يسرنا ان نقدم لكم كافة المعلومات التي تحتاجون اليها بشان السؤال الذي يقول،،، الحياء خلق كريم حث عليه الإسلام؟ 

الحياء خلق كريم حث عليه الإسلام

الإجابة هي : 

إذا رأيت في الناس من اجترؤوا على الحق، وتبذؤوا فيما بينهم، وتفحشوا بالفعل والقول فأرجع ذلك كله إلى غياب الحياء ونزعه من قلوب العباد، واذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت"، فلم يقترن الإيمان بشيء أفضل من التقوى، ولم يتزين بخلق أفضل من الحياء، لأنه في أبسط تعريف له أنه خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، وهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام، كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء" .

خلق الأنبياء

وحين تستجمع أمام ناظريك ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحياء ستعرف أنه - صلى الله عليه وسلم - وصف به ربه، وذكر أنه كان خلق الأنبياء واتصف به - صلى الله عليه وسلم - ففي صحيح ابن ماجة وأبي داود عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً، أو قال خائبتين"، وقد صح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله حييٌ كريمٌ يكني عما شاء، فذكر الملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والتغشي، والجماع كله النكاح، ولكن الله يُكني" .

والحياء خلق جميع الأنبياء، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح"، وكان رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تجسيداً حياً لهذا الخلق في أسمى معانيه، وقد ورد عن الصحابة في صفاته وأخلاقه وشيمه وشمائله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أشد حياءً من العذراء في خلوتها، والحياء كما قال صلى الله عليه وسلم خير كله، شعبة من شعب الإيمان، بل إنه والإيمان قرينان، إذا ذهب أحدهما ذهب الآخر، وقد تلقى الصحابة - رضي الله عنهم - هذا الخُلق الكريم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويروي البخاري عن أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: "سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ إن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ"، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَاراً، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ"، وفي رواية لمسلم: "الحياء خير كله" .

الحياء من الله

أما أعلى مراتب الحياء وأجلها فهي مرتبة الحياء من الله، ويروى أن رجلا خلا بامرأة فأرادها على الفاحشة، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب . قالت: فأين مكوكبها؟ (تعني أين خالقها)، ولذلك يرى العلماء أن الآية الكريمة في سورة العلق "أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى" هي مفتاح الحياء، فلو أنك علمت علم اليقين أن الله يراك، واستقرت في نفسك تلك الحقيقة، فلن يكون أمامك غير الحياء من ربك، حياء من أن يراك في معصية، حياء من أن يفتقدك في طاعة، حياء من كل ما توسوس لك به نفسك الأمارة بالسوء، "وَلَقدْ خَلَقنَا الإنسانَ وَنَعْلمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" فهو سبحانه مطلع على أحوال عباده، رقيب عليهم، اطلاع حتى على ما توسوس به نفس العبد، اطلاع يقوي عنده خلق الحياء من الله، حياء يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وتدبر قوله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء . فقالوا: يا رسول الله إنا نستحي . قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" .

ومن الحياء أن يستحيي العبد من ملائكة الرحمن، أولئك المكلفين به، المطلعين على ما يأتيه من قول وعمل، الذين قال الله تعالى فيهم: "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظينَ، كِرَاماً كَاتِبينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"، وفي هذا يقول ابن القيم: "استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم"، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يعصي بين يديه، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين .

موقع نور المعرفة هو موقع الكتروني تعليمي ثقافي ترفيهي... ،،، يسعى الى خدمة القراء العرب وتقديم معلومات مفيدة وجديدة وشاملة لكل المجالات والفنون... نرحب بمشاركاتكم المفيدة والقيمة ونعتذر عن قبول اي اساءة او تجريح لشخص او جهة ما او ما يخالف ديننا وثقافتنا وهويتنا.. 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
الحياء خلق كريم حث عليه الإسلام.
بواسطة
شنهو اجابه
بواسطة (1.1مليون نقاط)
إذا رأيت في الناس من اجترؤوا على الحق، وتبذؤوا فيما بينهم، وتفحشوا بالفعل والقول فأرجع ذلك كله إلى غياب الحياء ونزعه من قلوب العباد، واذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت"، فلم يقترن الإيمان بشيء أفضل من التقوى، ولم يتزين بخلق أفضل من الحياء، لأنه في أبسط تعريف له أنه خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، وهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام، كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء" .

خلق الأنبياء

وحين تستجمع أمام ناظريك ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحياء ستعرف أنه - صلى الله عليه وسلم - وصف به ربه، وذكر أنه كان خلق الأنبياء واتصف به - صلى الله عليه وسلم - ففي صحيح ابن ماجة وأبي داود عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً، أو قال خائبتين"، وقد صح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله حييٌ كريمٌ يكني عما شاء، فذكر الملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والتغشي، والجماع كله النكاح، ولكن الله يُكني" .

والحياء خلق جميع الأنبياء، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح"، وكان رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تجسيداً حياً لهذا الخلق في أسمى معانيه، وقد ورد عن الصحابة في صفاته وأخلاقه وشيمه وشمائله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أشد حياءً من العذراء في خلوتها، والحياء كما قال صلى الله عليه وسلم خير كله، شعبة من شعب الإيمان، بل إنه والإيمان قرينان، إذا ذهب أحدهما ذهب الآخر، وقد تلقى الصحابة - رضي الله عنهم - هذا الخُلق الكريم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويروي البخاري عن أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: "سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ إن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ"، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَاراً، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ"، وفي رواية لمسلم: "الحياء خير كله" .

الحياء من الله

أما أعلى مراتب الحياء وأجلها فهي مرتبة الحياء من الله، ويروى أن رجلا خلا بامرأة فأرادها على الفاحشة، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب . قالت: فأين مكوكبها؟ (تعني أين خالقها)، ولذلك يرى العلماء أن الآية الكريمة في سورة العلق "أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى" هي مفتاح الحياء، فلو أنك علمت علم اليقين أن الله يراك، واستقرت في نفسك تلك الحقيقة، فلن يكون أمامك غير الحياء من ربك، حياء من أن يراك في معصية، حياء من أن يفتقدك في طاعة، حياء من كل ما توسوس لك به نفسك الأمارة بالسوء، "وَلَقدْ خَلَقنَا الإنسانَ وَنَعْلمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" فهو سبحانه مطلع على أحوال عباده، رقيب عليهم، اطلاع حتى على ما توسوس به نفس العبد، اطلاع يقوي عنده خلق الحياء من الله، حياء يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وتدبر قوله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء . فقالوا: يا رسول الله إنا نستحي . قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" .

ومن الحياء أن يستحيي العبد من ملائكة الرحمن، أولئك المكلفين به، المطلعين على ما يأتيه من قول وعمل، الذين قال الله تعالى فيهم: "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظينَ، كِرَاماً كَاتِبينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"، وفي هذا يقول ابن القيم: "استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم"، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يعصي بين يديه، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين .
مرحبًا بك إلى نور المعرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.

التصنيفات

اسئلة متعلقة

...