يبالغ كثير من الشعراء في فخرهم بأنفسهم وبقبائلهم ، وفي هجائهم لغيرهم، كما في قصيدة الفرزدق .
ناقش ما سبق، مبينا أثره على الحياة الأجتماعية
نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع نور المعرفة حيث يسرنا ان نقدم لكم اجابات العديد من اسئلة المناهج التعليمية ونقدم لكم حل السؤال،
يبالغ كثير من الشعراء في فخرهم بأنفسهم وبقبائلهم ، وفي هجائهم لغيرهم، كما في قصيدة الفرزدق . ناقش ما سبق، مبينا أثره على الحياة الأجتماعية؟
يسرنا ان نقدم لكم كافة المعلومات التي تحتاجون اليها بشان السؤال الذي يقول،،،
يبالغ كثير من الشعراء في فخرهم بأنفسهم وبقبائلهم ، وفي هجائهم لغيرهم، كما في قصيدة الفرزدق . ناقش ما سبق، مبينا أثره على الحياة الأجتماعية؟
الإجابة هي
حفلت الحياة القبلية والسياسية في التاريخ العربي بأنماط مختلفة من الصراع والخصومة
والتنافس ، تجاوبت أصداؤها في الشعر ، وعبر عنها الشعراء مرة بالفخر والمدح ، وثانية
بالوعيد والتهديد ، وثالثة بالسخر والهجاء .
وفي هذه الأغراض كلها كان الشعراء يفرغون ما
تتركه في نفوسهم تجارب الحياة من عواطف الحب والكرة والإعجاب والنفور والرضى
والغضب .
ويخيل إلينا أن عواطفهم في الهجاء كانت أقرب إلى العنف والصدق ، والحرارة والتوهج منعواطفهم في المديح ،
لأن سوق التكسب بالهجاء قليلة الحظ من الرواج ، وغاية ما يفعله الشاعر المتكسب - إذا كان التكسب بالهجاء ممكنا - أن يهدد من عدا على حق له ، فيرده إليه ، وأن يشوب مدح الممدوح بشيء من التعريض بخصومه ، ليكون شعره أفعل في نفس
الممدوح ، فيزيد من جائزته .
غير أن هذا المقدار اليسير من ممالأة الممدوح ومظاهرته على خصمه لا ينزل بدوافع الهجاء إلى الكذب والإدعاء إلا في أحوال قليلة .
وإذا كان لنا أن نشك في الباعث الأول الذي يبعث على المديح وهو الإعجاب، فإننا نجد
صعوبة في إنكار الباعث الأول الذي يبعث على الهجاء وهو البغضاء ، لأن افتتان الشاعر
بنفسه وبفنه يجعل أدنی انتقاص أو نيل من نفس الشاعر أو فنه مدعاة للامتعاض والغضب
ولا سبيل لإراحة النفس من هاتين العاطفتين الممضتين إلا بالتعريض الخفي أو الهجو
الصراح .
وربما كان الجو أعنف من المدح وأصدق، لأن الأول أقرب إلى الانفعال النابع من الذات،
والثاني أقرب إلى الانفعال الطارئ على الذات . وتأويل المسألة أن الدافع إلى الهجاء - وهو
- الغضب - تشتعل جذوته في نفس الشاعر أول الأمر، ثم تزيدها الأحداث تسعرا، حتى يضيق
- بها صدره، فتنطلق لتثأر ممن أثارها،
- وأن الدافع إلى المدح إعجاب بأعمال ومآثر لاحظ للشاعر منها إلا أن يذكر غيره .
- فمصدر الهجاء الشاعر، ومصدر المدح سواه، فهو - أي الدافع إلى المدح -
- فاتر الأثر في حس الشاعر،
- ضئيل التعلق بنفسه، يشعره بضانة الجرم أمام العظماء . والشاعر إلى الاختيال والغرور أقرب،.
- وعلى الإدلال بمزاياه وسجاياه أحرص يدلك على ذلك أن أشد الشعراء وقازا لا يملكون أنفسهم عند الغضب